ميتافيرس Metaverse
اقتحم الواقع الأفتراضى عالم التكنولوجيا ، ولكن ما هو الواقع الأفتراضى؟ ، الجميع يتسأل الأن عن بعض الأمور أو يتراوح فى ذهن الجميع بعض الأسئله عن ما يحدث فى العالم من تغير وتطور تكنولوجى فى جميع المجالات وبعض هذة الأسئلة قد تكون مربكة للبعض ، لذلك إذا كنت تسأل نفسك دائما عن ما هو الواقع الأفتراضى أو ما هو "الميتافيرس"؟
فى هذة المقالة سوف تتعرف على ما هو "الميتافيرس" بالتفصيل ، فإذا كنت ترغب فى معرفة المزيد عن "الميتافيرس Metaverse" والواقع الأفتراضى والتطور التكنولوجى الذى يحدث وما تأثيرة مستقبلا تابع القراءة لأكتشاف ما يمكن أن يفعلة الواقع الأفتراضى وكيف يمكن أن تكون جرء من هذا التطور الكبير الذى يحدث وكيف يمكن أن تنتقل من غرفة المعيشة الخاصة بك إلى عالم الواقع الأفتراضى.
نأمل ، بنهاية هذة المقالة أن تفهم وتكون مطلع على كل ما يدور حولك من تطور وتغير فى التكنولوجيا فى العالم ، وأن تفهم ما الذى يعنى مصطلح "الميتافيرس".
متى ظهر الميتافيرس Metaverse؟
فى 28 أكتوبر 2021 أطلق "مارك زوكربيرج" الرئيس التنفيذى لشركة فيسبوك مسبقا والرئيس التنفيذى لشركة Meta والتى أصبحت الشركة الأم الأن مصطلح "الميتافيرس" (الواقع الأفتراضى) وقام بتغير اسم شركة فيسبوك إلى شركة ميتا لتصبح الشركة الأم لكل من Facebook و Messenger و Instagram و Oculus و Workplace و Portal و Novi ، وقال أن "ميتافيرس" هو التطور التالى للتواصل الإجتماعي.
ولكن هذا المصطلح لا يظهر لأول مرة فى هذا الوقت ، حيث أن أول من أطلق مصطلح الميتافيرس هو "نيل ستيفنسون" مؤلف الخيال العلمى فى روايتة "سنو كراش" الصادرة عام 1992 حيث تخيل فيها عالم رقميا موازيا للعالم الحقيقى يتفاعل فيه البشر مع بعضهم باستخدام "أفاتارات" أى شخصيات وهمية وأطلق على اسم هذا العالم "الميتافيرس Metaverse".
وحيث أن رواية "نيل ستيفنسون" لم تكن العمل الوحيد الذى تخيل عالم افتراضى مشابها للعالم الحقيقى بل أن العديد من متابعى الخيال العلمى فكروا وأطلقوا الكثير من الأعمال المشابهة لهذا العمل مثل فيلم "Ready player one" الصادر فى 30 مارس 2018 للمخرج "ستيفن سبيلبرج" وهو واحد منهم الذى تحدث عن هذا العمل والواقع الافتراضى.
وهناك أيضا العديد من الروايات وأفلام ومسلسلات الخيال العلمى فى الثمانينات والتسعينات التى تحدثت عن هذا المصطلح مثل "Burning chrome" وهى قصة قصيرة عن الخيال العلمى تم نشرها لأول مرة فى يوليو 1982 للمؤلف الأمريكى "ويليام جيسبون" ، ومن أشهر الأمثلة على أفلام الخيال العملى فيلم "The Matrix" الصادر عام 1999 للمخرج "لانا واتشوسكي".
والأن لم يعد الفضاء الرقمى الموازى الذى نشاهدة فى العديد من الأفلام والمسلسلات خيالا علميا فقط بل أن تكنولوجيا الجيل الخامس 5G جعلت منه حقيقة علمية وستوفر سرعة اتصال هائلة لمعالجة جميع الرسوم والجرافيك فى الوقت الفعلى ، حيث يتمنى الأن المتحمسون للتكنولوجيا أن يكون "الميتافيرس" كونا موازيا واسعا واحدا متكاملا لا مركزيا شائع الملكية مثل الأنترنت.
ما هو الميتافيرس Metaverse؟
كلمة Meta هى كلمة اغريقية وتعنى Beyond أى ما وراء - الجانب الأخر ، وكلمة Verse تعنى Universe أى الكون أو العالم ، وبالتالى كلمة "ميتافيرس Metaverse" تعنى ما وراء الكون أو ما وراء العالم.
والميتافيرس هى بيئة مصطنعه من خلال برامج وتطبيقات حاسوبية تشبة مواقع التواصل الإجتماعى يتفاعل فيها الأفراد مع بعضهم من تبادل معلومات مشاركة واهتمامات والعاب إلكترونيه بإنشاء شخصيات وهمية لهم تسمى (أفاتارات) ، وحيث ظهر منها فى مجال البلوكشين رموز غير قابلة للأستبدال NFT يمكن شرائها ويتم تسجيل ملكيتها لصاحب المحفظة ولها أشكال مختلفة مثل أراضى عقارات و لوحات فنية وملابس وأحذية يستطيعون الأشخاص شرائها وبيعها فى السوق.
ويمكن تعريف الميتافيرس على أنها بيئة محاكاة بالكمبيوتر تم إنشائها بوساطة أفضل الأجهزة ورسومات متطورة حتى يكون الشخص داخل هذة البيئة ليس مشارك سلبى فقط بل مشارك فيها بجسده وعقلة ويتم استيعابة تماما فى عوالم ثلاثية الأبعاد واقعية وذلك باستخدام نظارات العالم الأفتراضى.
حيث تتميز نظارات العالم الأفتراضى بتقسيم الشاشة بين العينين لإظهار تغذية مختلفة لكل عين ، وهذا يخلق تأثير ثلاثى الأبعاد مجسم مع صوت ستريو كما أنه أيضا يتتبع موقعك حتى تحصل على تجربة واقعية تماما ، ونظرا أن العالم من حولك يدور فى كل مرة سوف تحرك فيها رأسك سوف تشعر وكأنك داخل اللعبة عقليا وجسديا أو بمعنى أخر تشعر وكأنك فى عالم أخر.
وحيث أن التطور الذى حدث فى التكنولوجيا عندما بدأ الفيسبوك عندما كان عبارة عن كتاب على الكيبورد إلى أن اصبح على الهواتف باللمس وأن الأنترنت أصبح أسرع فالميتافيرس بأختصار هى بدلا من أن تشاهد المحتوى على شاشة فأنت سوف تكون داخل الشاشة وذلك سيكون من خلال إرتداء نظارات الواقع الافتراضى.
ما الذى يدور حوله الميتافيرس Metaverse؟
ذكر "مارك زوكربيرج" فى مؤتمر الشركة السنوى Connect أنه من خلال "الميتافيرس" يمكنك فعل أى شئ تتخيلة مثل الإجتماع مع العائلة والتعلم واللعب والتسوق والإنشاء وأنشطة جديدة تماما لم تتخيلها من قبل ، وأن "الميتافيرس" أو الواقع الأفتراضى سيكون خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
فى هذا العالم الأفتراضى يمكنك تعلم لغة جديدة بكل سهولة أو الأنتقال فى لحظة إلى أى مكان فى العالم أو الوصول إلى محطة الفضاء الدولية والصعود عليها ، فيتيح لك العالم الأفتراضى إستكشاف عوالم جديدة ومحاولة لا يمكن تصورها.
وأيضا فى العالم الأفتراضى يمكنك التواصل مع جميع الناس وستكون داخل هذا العالم بشخصية "أفاتار" تشبة شخصيتك فى الحقيقة إلى درجة لا تتخيلها من تصميمك الشخصى من حيث الملابس وكل شئ وستحصل على خزانة ملابس أفتراضية للمناسبات المختلفة وأيضا يمكنك مقابلة اصدقائك فى أى مكان.
وسيكون هناك مساحة لمنزلك فى العالم الأفتراضى مثل صفحتك الشخصية على فيسبوك ستتمكن من تصميمة ليبدو بالطريقة التى تريدها ويمكن وضع به الصور ومقاطع الفيديو وتخزين أى شئ به ، وأيضا ستكون قادرا على دعوة الاشخاص لمنزلك وإقامة الحفلات واللعب ، وأيضا سيكون لديك مكتب خاص بك فى منزلك للعمل فمنزلك هو مساحتك الشخصية.
أعلم أن كل ما أتحدث عنه قد يبدو غريبا وخيالا بالنسبة لك ولكن هذا سوف يكون حقيقه سنعيشها فى يوم ما قريباااااااا لذلك استمر فى القراءة فما زال هناك جزء فى المقال فى غاية الأهمية
فمن خلال "الميتافيرس" أو العالم الأفتراضى ستكون قادرا على فعل أى شئ تتخيلة ومقابلة الأصدقاء والعائلة والتعلم واللعب والتسوق كل هذا سيتم وأنت فقط جالس فى البيت وعندما تلعب لعبه مع صديقك فستشعران أنكما فى عالم مختلف مع بعض.
لذا فى حين أن الألعاب جرء لا يتجزأ من العالم الأفتراضى ، فإن الواقع الأفتراضى سيكون به الكثير من التطبيقات المختلفة التى ستتوسع مع تطور التكنولوجيا بشكل أكبر.
وكل ما تقوم به على الإنترنت اليوم مثل الربط الاجتماعى والترفيه والألعاب والعمل سيكون أكثر طبيعة وحيوية من خلال "الميتافيرس" وسنتمكن من التعبير عن أنفسنا بطرق جديدة مبهجة فعندما ترسل فيديو لشخص ما فسيشعر عندما يشاهد الفيديو أنه معك بالفعل ولا يشعر بأنه يشاهد فقط من خلال الهاتف.
وأيضا يمكنك وأنت فى العالم الأفتراضى جالس مع أصدقائك التواصل مع الأشخاص فى العالم الحقيقى على ماسنجر وواتس اب بمكالمات الفيديو ويمكنهم أن يروا ماذا تفعل وأنت كذلك ترى ما يفعلونه ، وأيضا تستطيع أن تجلب أى شئ معك من العالم الحقيقى إلى العالم الأفتراضى مثل الموسيقى والصور والفيديوهات والفن والأفلام والكتب والألعاب.
وتحدث أيضا "مارك زوكربيرج" عن الخصوصية فسيكون عليك أن تقرر متى تريد أن تكون مع أشخاص أخرين أو تمنع شخصا ما من الظهور فى مساحتك الخاصة أو متى تريد أن تأخذ راحة والأنتقال لمكان ما لتكون بمفردك.
ويمكن للمبدعين والمطورين فى العالم الأفتراضى ومن لديهم علامات تجارية بيع العناصر الرقمية والمادية ثلاثية الأبعاد ومشاركتها لتمكين المزيد من التجارة والحصول على عملاء جدد والمساعدة فى نمو الأقتصاد الكلى.
وإذا كنت تريد أن تتعرف على أى شئ فى العالم أو تدرس شئ معين فيمكنك أن تكون قريب منه فمثلا إذا كنت ترغب فى أن تدرس وتتعرف على الكواكب والنظام الشمسى فمن خلال إرتداء نظارات العالم الأفتراضى يمكنك أن تحضر كل شئ أمامك وتلقى نظرة عليه.
وفى "الميتافيرس" أيضا ليس فقط تستطبع أن تذهب لأى مكان بل يمكنك أيضا أن تذهب إلى أى وقت بمعنى إذا كنت ترغب فى معرفة الكثير عن عصر من العصور فيمكنك أن تذهب لهذا العصر بنفسك وترى كل شئ هناك وهذا سيجعل القدرة على تعلم أى شئ نريده أفضل وأسرع.
وقد عقدت شركة Oculus التابعة لشركة Meta شراكة مع Children’s Hospital Los Angeles لبناء محاكاة الواقع الأفتراضى التى تمكن طلاب الطب من الدخول فى الواقع الأفتراضى والتعرض لمواقف فعلية وإقامة العمليات والممارسة والتعلم فى ظروف واقعية فى مكان العمل حتى يكون التعلم واقعى أكثر وأسهل مما يساعدهم على اكتساب المهارات بسهولة لعلاج المرضى وهذا يجعل مقدمى الخدمات الطبيه يقدمون خدمات رعاية أفضل ، من خلال التدريب مع الواقع الأفتراضى.
ماذا بعد الإنترنت؟
يبدو الإنترنت لك وللجميع الأن أزاليا لا ينتهى وأنه شيئا عملاقا لا نهاية قريبة له وذلك لوجود كهرباء وأجهزة إلكترونية مثل الهواتف وغيرها ولكن للأسف الإنترنت لا يدوم طويلا وعلى الأرجح انه سوف ينتهى قريبا.
فعلى مدى عمر الإنترنت القصير لم يستمر بنفس الشكل فعندما بدأ الإنترنت فى الثمانينات كانت الصفحات النصية غير الشكل الذى ظهرت به الأن الإنترنت الملون بالصفحات والفيديوهات والتطبيقات مثل التيك توك وغيرها ، حيث أنه بدأ من الكمبيوتر إلى الشبكة إلى الهواتف ، وكذلك من النصوص إلى الصور إلى مقاطع الفيديو.
لكن العامل المشترك الذى لم يتغير ابدا منذ ظهور الإنترنت أنه وسيط شاشات فقط سواء كان على شاشة كمبيوتر أو شاشة لابتوب أو شاشة هاتف أو تلفاز.
ولكن ليس الشاشات هى أقصى ما تبلغة التكنولوجيا ، الأن جميع منصات التكنولوجيا تعمل على شكل أو أخر من نظارات الواقع الأفتراضى ويوم بعد يوم تتطور هذة التكنولوجية فتجعل العالم الأفتراضى ليس مجرد على الشاشة بل العالم سيكون فضائى ثلاثى الأبعاد يسهل الدخول إلية باستخدام نظارات الواقع الافتراضى.
حيث أن نظارات الواقع الأفتراضى ستصبح التكنولوجية القابلة للأرتداء للدخول إلى "الميتافيرس" أو الواقع الأفتراضى ، مما يسمح لك بالتفاعل مع العالم من حولك.
والأن مع التطور الكبير فى الإنترنت وفى التكنولوجيا هناك ثورة قادمة كبيرة فى تغير العالم بأكملة ينتظرها جميع الناس بتلهف وهى "الميتافيرس".
متى سنرى الميتافيرس Metaverse؟
هل سيكون قريبا؟ أم بعد عشر سنوات؟ أم بعد عشرين سنه؟ أم ستأتى فكرة أخرى لتحل محله؟
بوسعنا المراقبة والأنتظار ونحن جالسون فى مكاننا لكن هناك الناشطين منا القادرين على البرمجة وتطوير التكنولوجيا المشاركة فى صنع المستقبل وهم جالسون على حواسيبهم فى البيت.
مخاطر الميتافيرس Metaverse؟
هذا هو السؤال الأهم ما الذى سوف يسببه "الميتافيرس" من مخاطر وسلبيات على العالم ، هناك الكثير من الأراء ترى أن "للميتافيرس" مخاوف ومخاطر أكبر بكثير من الإيجابيات ومن أهم هذة المخاطر.
- التفكك الأسرى الذى سوف يحدث فكل فرد من أفراد العائلة سيكون داخل عالمة الأفتراضى الذى يفضله.
- مخاطر صحيه لأن الفرد يمكن أن يتنقل إلى أى مكان يريده داخل الواقع الأفتراضى دون أن يتحرك من بيته مثل حضور اجتماعات فى العمل ومقابلة الأصدقاء والعائلة وحضور الحفلات والسفر لأى مكان والتعلم واللعب وهذا سيجعلة لا يفكر فى التحرك وهذا سيؤثر سلبا على صحته.
- مخاطر على الأطفال حيث أن الأطفال هم أكثر فئة سوف تتأثر سلبيا "بالميتافيرس" ، وذلك عن طريق الألعاب الإلكترونية التى توجد فى الواقع الأفتراضى مما يجعل نشأة الأطفال فى واقع افتراضى وبالتالى سيصعب عليهم بعد ذلك التعايش والتأقلم مع الواقع الحقيقى.
- العلاقات الإجتماعية بين الناس سوف تتأثر بالسلب وسيزداد التباعد بين الناس ، فالعلاقات الإجتماعية والمقابلات الشخصية سوف تنحصر فى "الميتافيرس".
- التأثير على المشتريات داخل كل بلد سلبيا لأن كل شخص داخل الواقع الأفتراضى له أفاتار أى شخصية وهمية وهو الذى سوف يقوم بأختيار الملابس لهذة الشخصية للظهور بمظهر جيد أمام أصدقائة داخل العالم الأفتراضى ولكى يحصل على هذة الملابس سوف يدفع فى المقابل المال وبالتالى هذا سوف يقلل من المشتريات داخل البلد أو من الواقع الحقيقى.
- تسريب حياة كل فرد بالكامل داخل "الميتافيرس" (الواقع الأفتراضى).
- التحكم والسيطرة الكاملة "للميتافيرس" على حياة كل فرد.
- التأثير بالسلب على اقتصاد كل دولة.
وهناك مخاطر وسلبيات أخرى كثيرة جداا "للميتافيرس" لا حصر لها ، لذلك يجب وضع حد "للميتافيرس" قبل ظهورها ويجب توعية الأطفال وتزويد الرقابة الداخلية للأباء على أطفالهم ، فإذا كنت ترى أن "للميتافيرس" (الواقع الأفتراضى) مخاطر وسلبيات أخرى على حياتنا وعلى المجتمع ياريت تشاركنا برأيك فى التعليقات ولا تنسى مشاركة المقال على جميع وسائل التواصل الأجتماعى.
وفى نهاية المقال أتمنى أن أكون قد قدمت لك الإفادة التى تريدها يا صديقى وإلى اللقاء فى الموضوعات القادمة.